توفي مساء يوم الجمعة الناشط الحقوقي المصري البارز، أمين لجنة الحقوق المدنية والسياسية بالمجلس القومي لحقوق الإنسان جورج إسحاق، بعد صراع مع المرض عن عمر 85 عاما.

ونعى "المجلس القومي لحقوق الإنسان" في مصر عبر صفحته في "فيسبوك" الناشط إسحاق قائلا إنه توفي بعد رحلة عطاء طويلة في الحركة الحقوقية والسياسة المصرية.

وأضاف: "الراحل كان واحدا من الفاعلين المهمين في تطوير مفاهيم حقوق الإنسان والدفاع عن كرامة الإنسان طوال تاريخه الممتد في العمل العام".

وذكر المجلس أن "إسحاق ترك إرثا إنسانيًا عظيمًا وصفحة ناصعة في التاريخ السياسي وتاريخ الحركة الحقوقية المصرية".

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الناشط المصري توفي إثر تعرضه لنزيف في المخ قبل أيام، ونقل على إثره إلى المستشفى، قبل وفاته اليوم.

وإسحاق المولود في محافظة بورسعيد الساحلية عام 1938 تخرج في قسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة القاهرة قبل أن يبدأ العمل بمجال التربية والتعليم.

ويشهد له بمشاركته في الحركات السياسية بمصر منذ أن كان طفلاً، حيث شارك مع الفدائيين في مقاومة الاحتلال، كما شارك أيضاً في مقاومة العدوان الثلاثي علي مصر، ثم انتقل إلي حزب العمل 1969، بحسب وسائل إعلام مصرية.

وكان من أبرز المعارضين للرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك وهو من أبرز مؤسسي الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية"، التي نشأت عام 2005 وكانت أبرز الحركات المعارضة قبل ثورة 2011 التي أطاحت بنظام مبارك، وعمل منسقًا عامًا لها.

ونظّم إسحاق أول مظاهرة في 12 ديسمبر/ كانون الأول 2004، وخرج بهتافات لم يكن يسمع عنها الشعب المصري من قبل مثل "كفاية 24 سنة لمبارك"، حيث كانت الحركة الأولى من نوعها لمناهضة التوريث.

وهو صاحب الصورة الشهيرة خلال ثورة 25 يناير حيث وقف يحمي المتظاهرين المسلمين وهم يصلون في ميدان التحرير، خوفًا من هجمات القوى الأمنية أو أتباعها آنذاك.

واعتقل إسحاق عدة مرات وكان من بين أبرزها في 2008، في أعقاب ما وصفت بانتفاضة المحلة يوم 6 أبريل من نفس العام، حيث خرجت المدينة التي تقع في دلتا مصر احتجاجات هي الأقوى ضد مبارك، وانطلقت باسم هذا التاريخ حركة 6 أبريل التي لعبت دورا بارزًا في ثورة يناير.

وحينها واجه الحقوقي الراحل اتهامات بالتحريض على العنف والإضرار بالمال العام.

وخاض غمار العمل العام ونشر مقالاته في عدد من الصحف المصرية كما ترشح لعضوية مجلس الشعب 2011-2012 والتي كانت أول انتخابات تعقد بعد إسقاط نظام مبارك لكنه لم ينجح.

واختير إسحاق عضوا في المجلس القومي لحقوق الإنسان لأول مرة عام 2011 ثم مرة أخرى عام 2013 وظل عضوا به حتى وفاته.