جيروزاليم بوست: إيران تتحضر لمواجهة تطبيع السعودية وإسرائيل.. ماذا قد تفعل؟
الخليج الجديد -

تدرك إيران تماماً أنها تواجه الآن صراعاً شاقاً ضد الزخم نحو التطبيع، والذي يتصاعد بين دول خليجية وإسرائيل، لا سيما السعودية، باعتبارها الثقل الخليجي الأكبر والخصم الأبرز لطهران بالمنطقة، ويبدو أنها أخطأت في التقدير عندما ظنت أن المصالحة مع الرياض وإنجاحها في كسر عزلة بشار الأسد في سوريا ستوقف من هذا الحراك التطبيعي، وتوقعات بأن تتحرك عبر عدة جبهات لمحاولة إفشال ذلك الزخم التطبيعي.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية للمحلل سيث ج. فرانتزمان Seth J. Frantzman، كبير محلليها حول شؤون الشرق الأوسط، وترجمه "الخليج الجديد".

وأشار فرانتزمان إلى الخطاب الذي ألقاه المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 3 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، والذي قال فيه إن أي دولة ترغب في التطبيع مع إسرائيل "تراهن على حصان خاسر".

وقبلها بيوم، ردد زعيم "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله، نفس الأمور تقريبا، مطالبا بإدانة الحراك التطبيعي بين دول الخليج وإسرائيل.

ويلفت الكاتب إلى أن هذه التصريحات جاءت بالتزامن مع إطلاق إيران مناورة جديدة هذا الأسبوع، تشمل مئات الطائرات بدون طيار، وفقًا لوسائل الإعلام الإيرانية.

وجاءت التصريحات أيضًا في أعقاب الجدل الذي شمل إيران والسعودية بشأن مباراة كرة قدم، حيث عرضت إيران تمثالًا نصفيًا لقائد الحرس الثوري الإسلامي الراحل قاسم سليماني، لينسحب الفريق السعودي وتلغى المباراة.

ويتوقع الكاتب أن تبدأ إيران، خلال الأسابيع المقبلة، في استخدام سياسة التهديد الإعلامي للدول المطبعة مع إسرائيل، وهي جيدة جدًا في التحكم في السرد الذي تنشره، وذلك باستخدام وسائل الإعلام التابعة لها.

ويمكنها حتى تفعيل وكلاء آخرين، مثل "حماس"، أو "الجهاد الإسلامي" الفلسطيني، أو الحوثيين في اليمن، على حد قول الكاتب.

ويرى الكاتب أن القلق في طهران الآن هو أنها لم تكن قادرة على دفع أجندتها بالقدر الذي تريده.

وفي وقت سابق من هذا العام، تمكنت من تحقيق المصالحة مع الرياض من خلال صفقة توسطت فيها الصين، ثم نجحت في وقت لاحق في إخراج نظام الأسد من العزلة من خلال إعادة الاندماج في جامعة الدول العربية.

وبدا كل هذا بمثابة أخبار إيجابية لطهران، وربما اعتقد البعض أنه سيفتح الباب أمام تنازلات من واشنطن.

ولكن منذ ذلك الحين، شهدت العديد من هذه الحركات الشبيهة بالبيدق على رقعة الشطرنج في المنطقة عقبات ضد طهران.

ويقول الكاتب إن للسعودية مصالحها الخاصة في المصالحة مع إيران، لكن الرياض لديها أيضاً سياستها الخارجية المستقلة، والمملكة تسعى إلى تحقيق مصالحها الخاصة في وقتها المناسب؛ وتتعامل مع كل ملف بشكل مستقل.

ويخلص فرانتزمان إلى أن إيران "يبدو أنها قد أخطأت التقدير، وأنها بصدد اللجوء إلى "سياسة جديدة".



إقرأ المزيد