زيادة حجم الاستثمار في الشبكات الكهربائية الخليجية بنحو 1,5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة
جريدة الرياض -

أكد جاسم البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن ما تحقق من إنجازات لدول المجلس سواء في السوق الخليجية المشتركة أو التكتل الاقتصادي لدول المجلس أو الربط السككي المرتقب بين هذه الدول أو الربط الكهربائي كمشاريع استراتيجية يثبت سلامة النهج الذي اختطه قادة دول مجلس التعاون الذين أسسوا لهذه المنظومة الخليجية بتأسيس مجلس التعاون الخليجي في مطلع الثمانينات الميلادية وسعة الأفق لدى هؤلاء القادة حيث نشهد اليوم نتاج ما أسس له أولئك القادة ومن ذلك مشروع الربط الكهربائي الخليجي.

وأضاف البديوي، في تصريحات صحفية بعد حفل بدء تنفيذ الربط الكهربائي بين هيئة الربط الكهربائي الخليجي وجمهورية العراق، أمس (الخميس)، ان التصدير لخارج دول المجلس خطوة متقدمة ، تؤكد الفائدة الكبيرة لهذا المشروع، بعد أن تحققت لدول مجلس التعاون الموثوقية العالية لتدفق الطاقة الكهربائية في كل دول المجلس والامكانيات العالية لتغطية أي نقص للطاقة في حالات الطوارئ في كل الدول الأعضاء ، منوها بالخبرة الكبيرة التي تتمتع بها دول مجلس التعاون الخليجي في مجال الربط الكهربائي والقدرة الكبيرة على تصدير الفائض الى الدول الأخرى .

ولفت البديوي، الى أن المواطن الخليجي يسعد بهذه الإنجازات التي تحققت في ظل منظومة مجلس التعاون الخليجي، مشيرا الى أن الربط الكهربائي مع جمهورية العراق يتم أساساً في إطار الأخوة مع شعب العراق الشقيق حيث تم تمويل المشروع عبر مؤسسات تمويل خليجية، مبيناً أن العراق سيكون مركزا للانطلاق بالطاقة الكهربائية لدول أخرى مستقبلا، وهو ما يجري الاعداد له، وأن نجاح مشروع المرحلة الأولى بالعراق سيؤدي الى تسارع المراحل الأخرى.

فيما أشار المهندس زياد الرزيج، وزير الكهرباء بجمهورية العراق، أن مشروع الربط الخليجي بتزويد العراق بالطاقة الكهربائية ابتداء من جنوب العراق يقع ضمن التنفيذ العملي للمشاريع التي أقرها مجلس الوزراء بجمهورية العراق، مشيرا الى أن الانتهاء من المرحلة في تزويد جنوب العراق بـ500 ميغاواط سيعقبه مباشرة الربط مع الشبكة العراقية ليصل حجم الطاقة الى نحو 2000 ميغاواط، وقال أن وزارة الكهرباء العراقية ستطرح في شهر يوليو المقبل خمس فرص في الطاقة المتجددة منها أربع فرص استثمارية للمستثمرين الدوليين في مجال الطاقة الشمسية بطاقة 2000 ميغاواط و بمعدل 500 ميغاواط لكل فرصة ، بالإضافة الى فرصة واحدة في طاقة الرياح بقدرة 500 ميغاواط .

ولفت الوزير العراقي الى أن مشروع تزويد العراق بالطاقة من الشبكة السعودية عبر محطة عرعر بشمال المملكة وحتى مدينة اليوسفية جنوب مدينة بغداد بطاقة 900 ميغاواط يقع ضمن التعاون الثنائي بين العراق والسعودية، ونحن الان في طور اختيار الشركة الاستشارية بعد انجاز الاتفاقية وبعد التعاقد معها سنكون معنيين بفتح الاعتمادات وإيجاد المبالغ اللازمة للشركة الاستشارية، لتقوم هذه الشركة فيما بعد بإجراء الدراسات الشاملة للمشروع وافضل التوجهات لتنفيذه، فيما سيقوم الاخوة في السعودية من جانبهم بالتعاقد فيما يخص المشروع في داخل المملكة.

وأشار الوزير العراقي، الى أن توقيع الاتفاقيات يؤكد بان العراق بدأ مرحلة جديدة في العلاقة مع دول الخليج الشقيقة من خلال الربط الكهربائي الذي سيشهد تطورا كبيرا في المراحل المقبلة، حيث ستبدأ كل مركلة وتنتهي بحسب المخطط لها، مبيناً أن هذه الاتفاقيات تعطي رسائل واضحة عن بداية مرحلة من تبادل الخبرات والعمل المشترك، مضيفاً أن العراق يتفاوض أيضا مع شركات سعودية تعمل في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المتجددة عموما بغرض تنفيذ مشاريع بالعراق والاستفادة من خبراتها وامكانياتها.

وأكد الرئيس التنفيذي بهيئة الربط الكهربائي الخليجي المهندس احمد الابراهيم، في لقاء مع "الرياض"، ان هيئة الربط الكهربائي الخليجي ووزرات الطاقة بدول مجلس التعاون خلقت منصة لتبادل الطاقة منذ 2016م، وهو ما يقودنا لتحقيق الحلم العربي بعد الربط مع العراق ومن ثم الأردن ومصر وهو "السوق العربية المشتركة للكهرباء"، لافتا ان الخطة القادمة للربط خارج منظومة دول مجلس التعاون الخليجي هي الربط مع الأردن ومصر، ونحن الان في دراسة الجدوى النهائية للربط للوصول الى أوروبا.

وأشار ان هيئة الربط تقود تحالفات الطاقة المتجددة وادماج مصادر الطاقة المتجددة داخل شبكات الكهرباء بدول المجلس التي لديها خطط طموحة ومشاريع بإنتاج الطاقة الكهربائية بالطاقة المتجددة وفق أفضل التقنيات لرؤى أصحاب الجلالة والسمو قادة مجلس التعاون.

وكشف عن التوجه لزيادة حجم الاستثمار في الشبكات الكهربائية الخليجية بنحو 1,5 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة، لافتا الى ان تلك الاستثمارات تسهم في دعم ثلاثة مشاريع ضخمة تتمثل في توسعة الربط الكهربائي مع دولة الكويت وتوسعة الربط الكهربائي مع دولة الامارات والربط المباشر مع سلطنة عمان، مؤكدا، ان زيادة الاستثمار في الشبكات الكهربائية الخليجية ستزيد القدرة الاستيعابية للربط الكهربائي مع تلك الدول الخليجية.

وقال ان الهيئة تخطط لرفع حجم الاستثمارات في الشبكات الخليجية خلال السنوات 5- 7 المقبلة لدعم بقية الشبكات الخليجية، مقدرا حجم تلك الاستثمارات بنحو 1- 2 مليار دولار، مشيرا الى ان شبكة الربط الكهربائي تحتاجها كافة الدول لاعتمادها على الشبكة، مقللا في الوقت نفسه من المخاطر في الاستثمار في الطاقة الكهربائية، ومؤكدا، ان جميع الاستثمارات في الشبكة ستقود بالفائدة على الدول الأعضاء، بالإضافة الى توفير التكلفة الاستثمارية والتكلفة الإنتاجية للطاقة.

والمح الابراهيم، الى ان الهيئة تدعم المحتوى الخليجي وكذلك دعم سياسات التوطين في دول مجلس التعاون، مؤكدا، ان الهيئة تضع اشتراطات في كافة العقود لدعم المحتوى الخليجي، وفيما يتعلق بالمعايير التي اشترطتها الهيئة على الشركات المنفذة لمشروع الربط الكهربائي مع العراق، أوضح ان الهيئة تطبق جميع المعايير العالمية، و التي تتماشى مع متطلبات شركات دول مجلس التعاون، مشيرا الى وجود تنسيق دائم للحصول على افضل الشركات المنفذة للمشاريع، وموضحا، ان الهيئة تضع ملف التضخم في الاعتبار في جميع المشاريع التي تنفذها، معترفا، ان السوق العالمي يواجه ارتفاعا كبيرا بنسبة 20% - 40% في قيمة المواد و أسعار المشاريع، كاشفا عن وضع خطة مدروسة للتغلب على الارتفاع الكبير في قيمة المواد الخام في شبكات الطاقة الكهربائية.

وأشار الى ان محطة الوفرة ستكون احدى محطات الربط الكهربائي على غرار المحطات الكهربائية في الدول الأعضاء، حيث ستكون تحت اشراف هيئة الربط الكهربائي، مضيفا، ان محطة الوفرة تعتبر أكبر محطة باعتبارها نقطة ربط مع دولة الكويت للحصول على طاقة بنحو 3000 ميغاواط، بالإضافة لكونها نقطة ربط مع جمهورية العراق.

وحول مذكرة التفاهم الموقعة بين الهيئة والمختبر الخليجي، أوضح ان المذكرة تتضمن قيام المختبر الخليجي بخدمات للهيئة بخصوص مشروع الربط الكهربائي مع العراق، من خلال اجراء اختبار الأجهزة والعوازل، مشيرا الى ان نسبة مساهمة الهيئة في المختبر الخليجي بنحو 5%، مؤكدا، وجود مفاوضات مع وزارة الكهرباء العراقية لقيام المختبر الخليجي بتأهيل الكوادر البشرية العراقية للعمل في المحطات داخل العراق.



إقرأ المزيد