وقوعها على الطرق المؤدية للمشاعر المقدسة، والحرم المكي، وقربها من مناطق لإسكان الحج والمعتمرين، ومجاورتها للطريق الدائري الثالث، أسباب جعلت المنطقة الصناعية بمكة المكرمة، الواقعة بشارع الحج أصولاً لاستثمارات عقارية تواكب القفزات الكبيرة التي تشهدها أم القرى، في قطاع التطوير العقاري والتجاري.

«جولة الرياض» أمس كشفت أن المنطقة تقبع في عشوائيات ومخالفات بلدية، وتشوه بصري لا يناسب وثبات قطاعات البناء والتشييد والاستثمار بأم القرى.

موقع صناعية الحج بأم القرى هو أصول بمزايا استثمارية رفيعة المستوى ضمن نطاق قريب من منطقة الحرم المكي يعتبر فرصاً عقارية استثمارية متوهجة، تنتظر إعادة الصياغة والتأهيل والتطوير بما يحوله لوجهة جديدة تستثمر الموقع بين المعالم التاريخية والدينية والحضارية.

ثلاثون عاماً عمر صناعية الحج في مكة المكرمة التي تقع بين طريق شارع الحج المؤدي إلى مشعر منى وبين الطريق الدائري الثالث الجديد وتضم أكثر من 300 مركز ومحل لصيانة السيارات والحدادة والنجارة وبيع قطع الغيار للسيارات وبيع المعدات الإنشائية والكهربائية والألمنيوم والزجاج والمطابخ. لم تكن «الرياض» في حاجة للتسلل للبحث عن أوجه القصور ومواضع الخلل في صناعية الحج، حيث إنها واضحة بمجرد الدخول من أي الاتجاهات، ولعل من أبرزها الانتشار الكبير للسيارات الخربة وهياكل الحديد، ومتروكات ومخلفات الورش، الأمر الذي حولها لموقع تجميع المخلفات مع ما يكتنف ذلك من تعرضها للحرائق فضلاً عن حجزها لمساحات كبيرة من مواقف المترددين. الأشجار اليابسة والأخرى المتدلية بمخلفاتها صورة قاتمة السواد جعلتنا نتأكد أن كثيراً من الشوارع والممرات الداخلية منسية ولا تعرف سيارات النظافة والصيانة.

المعاناة تبلغ الذروة وفقاً لمترددين وعمال ومستثمرين التقت بهم «الرياض» أثناء هطول الأمطار حيث المرور الصعب لمركبات العملاء والعاملين بسبب الحفر وتصدعات الطرق.

أسعد حسين «عامل» من عشرين عاماً يقول «لسنا في أقصى أم القرى أو موقع ناءٍ حتى نصدم بتجاهل الجهات المعنية لاتصالاتنا لطلب رفع المخلفات والمتروكات وصيانة الطرق ورفع مياه الأمطار وتحسين البنية التحتية لموقع مأهول بالورش ويقصده آلاف البشر يومياً نظراً لتوسطه بين أحياء أم القرى».

هل يتحول الموقع إلى حي سكني لبنايات شقق التمليك بوسط مكة المكرمة بدلاً من المواقع البعيدة، هل يمكن إخضاع الحي لمشروع تطويري يجعله وجهة جديدة يستثمر موقعه التجاري. أسئلة بادرنا بها عدداً من المرتادين مطالبين بنقل الموقع إلى موقع صناعي مؤهل وإعادة تأهيل الموقع الحالي حتى يواكب تطور أحياء قبلة العالم مكة المكرمة.