أحدث قرار أمانة منطقة القصيم بتوليها إدارة وتشغيل مواقف السيارات في وسط مدينة بريدة، بدلا من (المستثمر) وجعلها مجانية مؤقتاً.. نقلة نوعية في الحركة التجارية والاقتصادية لوسط مدينة بريدة وسط ترحيب واسع من التجار والمتسوقين بالقرار، مؤكدين بأنه أحدث فارقاً ونشاطاً تجارياً وتغيرا متميزا وخاصة في شهر رمضان المبارك ومع استعداد المتسوقين والباعة لعيد الفطر واصفين القرار بـ"الذكي"، لكونه أسهم في تخفيف الأعباء عن المتسوقين، وزاد الإقبال على الأنشطة التجارية ووسط إشادات التجار وملاحظات أخرين "الرياض" ترصد الواقع وتنقل آراء البعض لتطوير أداء المشروع في حال تشغيله.

أحدث ارتفاعاً في المبيعات

خالد بن سليمان، صاحب محل تجاري في شارع الصناعة أكد أن القرار كان له أثر فوري في تنشيط الحركة التجارية فقد أحدثت مجانية المواقف تغيراً قوياً في الحركة التجارية في محلات قلب مدينة بريدة وزيادة في النشاط التجاري وارتفاعاً في المبيعات مع بداية رمضان، متوقعاً زيادة أكثر استعداداً لعيد الفطر، وأشار إلى ارتفاع عدد مرتادي المحلات التجارية من الرجال والنساء، وأصبح قائدو وقائدات السيارات يوقفون مركباتهم بشكل سلس بجوار المحلات التجارية للشراء أو لتحميل مشترياتهم دون تخوف من غرامات أو سحب الونشات لسياراتهم.

تجربة غير جيدة

فيما انتقد الدكتور فهد بن سليمان النافع، عضو هيئة التدريس في كلية الأعمال والاقتصاد بجامعة القصيم، تجربة استثمار المواقف في مركز بريدة السابقه، معتبراً أنه أثّرت سلبًا على المتسوقين والتجار، وقال تجربة استثمار مواقف السيارات في المركز الرئيس لمدينة بريدة (الجردة، سوق الذهب، والأسواق المحيطة بها) تجربة غير جيدة للمتسوقين وأصحاب المحلات، متوقعاً لها تبعاتها المؤثرة اقتصادياً وأضاف: "لا يعد الاستثمار ناجحاً إذا كان سيضيع فرصاً استثمارية أخرى قد تكون أقوى، مبيناً بأنه لا يمكن أن تكون مواقف السيارات قبل الرسوم بنفس عدد السيارات بعد الرسوم، ليس بسبب الرسوم ذاتها، بل بسبب الآلية والوقت الذي سيهدر لسداد الرسوم"، مشدداً على أن هذا التغير ادى لتراجع في المبيعات، ومن ثم انخفاض الأرباح، مما ينعكس سلباً على الإيرادات الضريبية والدورة المالية بشكل عام متسائلا كيف نفرّط بجانب اقتصادي مهم باسم الاستثمار في مواقف السيارات؟" مشيراً إلى أهمية دراسة كافة جوانب الاستثمار قبل تطبيقه متفائلا بموقف إيجابي لأمانة القصيم الداعم للاستثمار والمستثمرين بشكلا متوازن.

مشروع نوعي يحتاج لتطوير

وأشار نصار بن أحمد القوسي، إلى أن استثمار مواقف وسط بريدة أسهم في تحسين المشهد الحضري ورفع نسبة وجود مواقف متاحة وأوجد نوعاً من جماليات الطرق والشوارع بتحسين المظهر العام للمدينة، حيث جرى الاهتمام فيها برصفها وتخطيطها وأنسنتها وبيّن القوسي أن القرار أسهم في معالجة مشكلة كانت تزعج أصحاب الأنشطة التجارية وهي إيقاف بعض العمالة المقيمة لسياراتهم والمتهالكة أحياناً بالشوارع وأمام مداخل بعض الأنشطة التجارية وسفرهم أحياناً إلى بلدانهم في إجازاتهم السنوية تاركين سياراتهم متوقفة بالطرق وأمام المتاجر، مما أضر ببعض الأنشطة وأحدث تشوهاً بصرياً، وأضاف أن تأجير المواقف بالساعة حل المشكلة جزئياً، فالمستفيدون من خدمات الأنشطة وجدوا مواقف لمركباتهم أمام المتاجر والأنشطة التي يحتاجون لها، مما نشّط الحركة التجارية في قلب مدينة بريدة، وكشف القوسي عن بعض التحديات التي واجهها بعض المتسوقين معتبراً أبرزها صعوبة في التعامل مع تطبيقات الحجز الإلكترونية المتعددة في المدينة الواحدة، وصعوبة الوقوف في طوابير أجهزة الحجز المركزية، مفيداً أن هذه التحديات أدت إلى انتقال الازدحام المروري والوقوف إلى الأحياء المجاورة هرباً من سلبيات التطبيق، واقترح القوسي حلولا لبعض تحديات تجربة استثمار مواقف وسط بريدة منها تدريب القائمين على المشروع للتعامل مع المستفيدين بشكل حضاري، وحصر الرسوم في شوارع محددة كشارع الخبيب وشارع الصناعة، تخصيص مواقف مجانية وأخرى برسوم، وتطبيق نظام ذكي يجعل المواقف برسوم في أوقات الذروة فقط. داعيا لتوحيد التطبيقات في تطبيق واحد يخدم كل مواقف المملكة أو على الأقل المدينة الواحدة.

تنظيم وتطوير للمشروع

وكان المتحدث الرسمي لأمانة منطقة القصيم، الأستاذ نايف النفيعي، قد أعلن قبل دخول شهر رمضان المبارك، أن أمانة القصيم بدأت في إدارة وتشغيل مواقف وسط بريدة اعتبارًا من يوم الخميس 27 فبراير 2025م، مؤكدا أن جميع المواقف الواقعة ضمن نطاق المشروع ستكون متاحة مجانًا من هذا التاريخ حتى إعادة تنظيم وتطوير المشروع"، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود أمانة القصيم المستمرة لتقديم أفضل الخدمات البلدية وفق أعلى المعايير، وبما يسهم في تعزيز سلامة الطرق وتحسين تجربة مستخدمي المواقف".