جريدة الرياض - 6/19/2025 6:41:58 PM - GMT (+2 )

عملت "تيك توك" على مدار العامين الماضيين على ترسيخ مكانتها كشركة رائدة في مجال قطاع التجزئة والتجارة، وأطلقت في هذا الإطار سلسلة بودكاست مستقبل قطاع التجزئة لإثراء مجتمع الأعمال بأفضل الرؤى والتوجهات حول تجارة التجزئة والتجارة في دول الخليج. وفي هذا العام، يواصل فريق حلول الأعمال العالمية ما بدأه في بودكاست "مستقبل قطاع التجزئة" ويطلق فعالية جديدة خلال الفترة ما بين شهر رمضان وموسم التسوق للتواصل مع العملاء وتعزيز العلاقات طويلة الأمد معهم ومشاركة الرؤى وترسيخ حضور الشركة على أرض الواقع في المملكة العربية السعودية.
وفي لقاء مع عارف يحيى رئيس قسم تجارة التجزئة والتجارة الإلكترونية في تيك توك لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا و المتحدث الرسمي خلال منتدى مستقبل قطاع التجزئة الذي عقد في الرياض قال: يمكن للشركات تلبية التوقعات المرتفعة حول نمط الحياة، و يمكن للمسوقين تلبية الطلبات المختلفة للمستهلكين بطريقة تجمع ما بين المنفعة والمعنى.
إليكم مادار في الحوار:
تتصدر "تيك توك" الموجة الجديدة للتجارة الإلكترونية. ما هو تعريفك لهذا المفهوم في مقابل التجارة الإلكترونية التقليدية؟
مع نشوء التجارة المجتمعية، لم تعد التجارة الإلكترونية مجرد عملية تحسين، بل باتت تمثل مفهوم جديد مختلف. ويعكس هذا التطور للجيل الثاني من التجارة الإلكترونية طريقة تسوق الأشخاص في الحياة الواقعية، حيث لا يقتصر الأمر على تلبية الاحتياجات الوظيفية فحسب، بل تلبية الدوافع العاطفية والاجتماعية الأعمق لخلق تجربة تسوق أكثر شمولية. ومع تلبية الاحتياجات الأساسية للمستهلكين، يمكن للشركات اليوم أيضاً تلبية التوقعات المرتفعة حول نمط الحياة والتواصل. وهو ما ناقشه منتدى مستقبل قطاع التجزئة الذي عقد في الرياض، إذ بحث كيف يمكن للمسوقين الاستفادة من هذا التحول لتلبية الطلبات المختلفة للمستهلكين بطريقة تجمع ما بين المنفعة والمعنى.
وتركز التجارة الإلكترونية عادةً على ثلاث احتياجات وظيفية أساسي وهي: الراحة عبر تبسيط عمليات الشراء الروتينية وتسهيلها، والتحسين من خلال تقديم خيارات أفضل تتناسب مع العادات الحالية، والمصداقية عبر بناء الثقة من خلال التقييمات والمراجعات والمقارنات. وقد استحوذت هذه الاحتياجات على ما يقرب من 60% من طلبات المستهلكين، التي تهدف في المقام إلى الأول إلى تنفيذ المعاملات الاعتيادية بسهولة ويسر.
وتماشياً مع رؤية السعودية 2030، يهدف هذا التغيير إلى تسريع عملية التحول الرقمي وتمكين الشباب والارتقاء بجودة الحياة من خلال الابتكار. ومع سعي المملكة إلى ترسيخ نمط اقتصادي أكثر حيوية وإبداع، يوفر الجيل التالي من التجارة الإلكترونية منصة تربط ما بين المجتمع والثقافة والتجارة في آن معاً. كما توفر وسيلة للمستهلكين، لاسيما الشباب منهم، للاكتشاف والتسوق الهادف، مما يعكس قيم التعبير عن الذات والاستكشاف والتواصل التي تدعمها رؤية 2030.
لقد كان التسوق على أرض الواقع وما يزال حالة اجتماعية وعاطفية نستكشف من خلالها الواقع ونعبر فيه عن أنفسنا ونتواصل مع الغير. ورغم أن الرقمنة قد أبعدتنا بعض الشيء عن هذه العناصر الإنسانية، لكن الجيل التالي من التجارة الإلكترونية يسد هذه الفجوة، ويعيد ربط الوظيفة بالمشاعر والفائدة بالمتعة، مما يوفر تجربة تسوق أكثر ذكاءً وثراءً وإنسانية تعكس طموحات المملكة العربية السعودية الحديثة والمتمكنة رقمياً.
لماذا تعتقد أن نموذج "تيك توك" المستند إلى المجتمع قد نجح في بناء الثقة لدى المستهلكين وعزز عمليات التحول؟
شهدت "تيك توك" بدايات ثورة تجارية مع الهاشتاج البسيط #TikTokMadeMeBuyIt الذي تحول إلى ظاهرة عالمية. وما بدأ كاكتشاف عفوي للمنتجات تحول الآن إلى حركة تحظى بمئات المليارات من مشاهدات الفيديو ولا يزال هذا العدد يزداد. هذا ما نطلق عليه التجارة المجتمعية: عصر جديد من التسوق المدعوم بالمحتوى والثقافة والمجتمع. وهو يعكس كيف يتسوّق الناس اليوم بشكل حقيقي وبسيط وهادف، مدفوعين بالاتجاهات وصناع المحتوى والحماس المشترك. فلم تعد رحلة الشراء خطية، بل أصبحت عملية حيوية واجتماعية وتشاركية.
وبخلاف التجارة الإلكترونية التقليدية، التي تعتمد بشكل كبير على رسائل العلامة التجارية والقوائم الثابتة والمراجعات، أو التجارة الاجتماعية التي تقتصر على الإعجابات والمشاركات، فإن التجارة المجتمعية تحول المستخدمين إلى مبدعين. فالناس على "تيك توك" لا يستهلكون فقط، بل يشاركون في صناعة المحتوى. وهو ما يعزز المشاركة العالية والثقة العميقة والإقبال الكبير. إن ما يميز التجارة المجتمعية عن غيرها هو طريقة تفاعلها مع الناس. فالجمهور يأتي للمشاهدة والتواصل الحقيقي، مما يجعلهم أكثر انتباهاً واستثماراً. وهي أيضاً ذات تأثير كبير، إذ تتجاوز الأحاديث المنقولة الدوائر الاجتماعية المقربة، مما يبني الثقة على نطاق واسع. والأهم من ذلك أنها تعزز عمليات الشراء المبينة على الثقة، مع تأثر المستخدمين بالتوصيات الصادقة التي تتوافق مع توجهاتهم الشخصية.
في الواقع، يكتشف 78% من المستخدمين منتجات لم يكونوا يعلمون أنهم بحاجة إليها، ويقول أكثر من 70% من المستخدمين أن "تيك توك" يعرض منتجات تهمهم فعلاً، ويقبل مستخدم واحد من كل 3 مستخدمين على الشراء بسبب "تيك توك"، حتى لو لم يكونوا يفكرون بذلك. إن المصادقة المجتمعية تخلق زخماً غير مسبوق. إذ يمكن لمقطع فيديو واحد أن يشعل شرارة لتوجه جديد، ويبني سوقاً، ويعيد تعريف العلامة التجارية.
كيف يمكن لأدوات "تيك توك" الذكية مثل Symphony وSmart+ أن تساعد العلامات التجارية على تلبية الطلب المتزايد على المحتوى اليوم بكفاءة أكبر؟
في العالم الرقمي القائم على المحتوى، فإن السرعة والملاءمة هي الأساس. ولمواكبة ذلك، تحتاج العلامات التجارية لأدوات تحفّز الإبداع وتعزز الأداء أيضاً. وهنا يأتي دور استراتيجية "تيك توك" المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والمصممة لمساعدة العلامات التجارية على العمل بذكاء أكبر وجهد أقل. وسواء كان الأمر يتعلق بتوليد الأفكار أو تحسين المحتوى أو الوصول إلى الجمهور المناسب، فإن هذه الأدوات مصممة لمساعدة الفرق على إحداث تأثير واسع النطاق.
تساعد Symphony، وهي مجموعة حول إبداعية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، على تبسيط عملية توليد الأفكار وإنتاج المحتوى بنحو أسرع وأكثر ذكاء، حيث ذكر 75% من المستخدمين بأنها تساعدهم في تسريع عملية الإنجاز، فيما أشار 24% منهم إلى تحسّن أداء عملهم. ويعمل Smart+، وهو أحد حلول الوسائط في "تيك توك" المدعوم بالذكاء الاصطناعي، على أتمتة عملية تحسين الحملات. إذ يساعد في ضبط المحتوى الخاص بك تلقائياً للوصول إلى الجمهور المناسب وتحقيق النتائج. وفي الواقع، تفوّق أداء 78% من إعلانات الكتالوجات التي تستخدم Smart+ على الحملات التي يتم تشغيلها يدوياً، كما شهدت الحملات الإلكترونية زيادة بنسبة 53% في العائد على النفقات الإعلانية.
في الحقيقة، يوفر Symphony وSmart+ لكل من فرق التسويق والمبيعات وفرق التواصل الاجتماعي الأدوات التي يحتاجون إليها لإنشاء محتوى يحقق النتائج بسرعة وفعالية مع تحسينه وتوسيع نطاقه.
كيف يساعد نهج "تيك توك" القائم على الأداء العلامات التجارية في الابتعاد عن النماذج التقليدية "المعتادة" والتوجه نحو استراتيجيات مدعومة بالبيانات وموجهة نحو تحقيق النتائج، وكيف أثر ذلك على السوق السعودي بحسب قولك؟
لقد شهدنا في الواقع بعض قصص النجاح الهائلة، فهي واحدة من أكبر أسواقنا. ومن خلال تفعيل حلولنا الذكية لنهج أكثر نجاحاً في التجارة الإلكترونية، رأينا العلامات التجارية السعودية تحول استراتيجيتها إلى الربح والنجاح.
لنأخذ على سبيل المثال علامة تجارية محلية مثل إبراق، التي حولت حملات العمل المعتادة إلى Smart+ في الحملات الإلكترونية والمبيعات، مما حقق لها تدريجياً زيادة الإيرادات والمبيعات وزيادة بنسبة 190% في معدل العائد على القيمة المضافة، مع زيادة بنسبة 108% في المشتريات الإضافية وانخفاض بنسبة 23% في تكلفة الاكتساب. وبالمثل، عندما تحولت شركة "ماتش" من طريقة عملها المعتادة إلى Smart+، أثبتت النتائج نجاح هذا التحول. إذ حققت زيادة بنسبة 258% في معدل التحويل، وانخفاض بنسبة 40% في تكلفة الاكتساب، وقفزة بنسبة 40% في عائد الإنفاق الإعلاني. باختصار، لقد ساعدتهم Smart+ في تحقيق نتائج أفضل بمعدل إنفاق أقل وكسب أكبر مقارنةً بالنهج المعتمد في حملاتهم السابقة.
إقرأ المزيد