جريدة الرياض - 6/30/2025 1:08:13 AM - GMT (+2 )

يشهد سوق العمل في المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة تحولًا لافتًا في تمكين المرأة وتوظيفها، حيث أصبحت مشاركة المرأة في سوق العمل واقعًا ملموسًا تدعمه الأرقام والسياسات. فاليوم تقف المرأة السعودية في طليعة القوى العاملة، وتسهم وتعمل بشكل فعّال في مختلف القطاعات، من "المصارف والقطاع الصحي، إلى التكنولوجيا والهندسة وريادة الأعمال".
وبحسب نشرة سوق العمل للربع الأول الصادرة من الهيئة العامة للإحصاء، من العام 2025، ونتيجةً لمبادرات تمكين المرأة ودعم مشاركتها اقتصادياً، يواصل سوق العمل بالمملكة تحقيق مستويات تاريخية في توظيف المرأة، حيث انخفضت بطالة النساء السعوديات إلى أدنى مستوى تاريخي لها لتصل إلى 10.5%، منخفضة بمقدار 1.4 نقطة مئوية، في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ11.9% بالربع الرابع من عام 2024، وبانخفاض سنوي بمقدار 3.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع المماثل من عام 2024.
وحول ذلك قالت: مسؤولة العلاقات العامة مي العتيبي: "أنّ التحولات التشريعية دعمت المرأة وفتحت أمامها فرصاً واسعة في سوق العمل، لكننا ما زلنا بحاجة لدعم أقوى داخل بعض المنظمات لتجاوز التردد في منح النساء المناصب القيادية التي تناسب كفاءتهن، مؤكدة على أنّ المرأة السعودية اليوم جاهزة للمنافسة، بدعم قوي من القيادة، لكن بعض الجهات لا تزال متخوفة من منحها الفرصة، مضيفة: "تطوير بيئات عمل مرنة وصديقة للمرأة أصبح أولوية لزيادة مشاركتها، فالتمكين الحقيقي يبدأ من الثقة بقدرة المرأة على القيادة، فهو ليس مكافأة بل استثمار في مستقبل الوطن".
من جهتها قالت رائدة الأعمال ريما محمد إنّ "الأرقام التي أعلنتها نشرة سوق العمل للربع الأول من 2025 تمنحنا نحن السعوديات شعوراً بالفخر والمسؤولية، فانخفاض معدل البطالة بين النساء السعوديات إلى 10.5% لم يأتِ من فراغ؛ بل هو ثمرة دعم حكومي واضح وفرص متزايدة في سوق العمل"، مضيفًة: "ما ألاحظه اليوم هو أن بيئة ريادة الأعمال أصبحت أكثر احتواء للمرأة، خاصة مع ارتفاع معدل المشاركة الاقتصادية إلى 68.2%، وهذا يفتح أمامنا آفاقاً لتأسيس مشروعات صغيرة ومتوسطة تلعب دوراً في دفع الاقتصاد الوطني وخفض البطالة بشكل عام".
وأكدت مديرة الموارد البشرية مشاعل عبدالعزيز على أنّ الانخفاض التاريخي في معدل البطالة إلى 2.8% يعكس فعالية السياسات الوطنية التي تركز على استيعاب السعوديين في القطاعين العام والخاص، مضيفةً: "كشخص أعمل في استقطاب الكفاءات؛ الأجمل هو أنّ هذا التوسع شمل المرأة بشكل متزايد؛ إذ نشهد الآن توجه العديد من الشركات لتطوير بيئات عمل مرنة وجاذبة للسعوديات، ولا شك أن تحقيق نسبة بطالة 6.3% بين السعوديين يعني أننا نقترب من تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030، وعلينا أن نستمر في الاستثمار في تطوير الكوادر الوطنية وخاصة الشابات السعوديات".
واعتبرت مستشارة التطوير المهني هنادي عليان أنّ الأرقام التي حملتها نشرة سوق العمل تعني الكثير للمستشارين في التطوير المهني، منوهًة بأنّ "هذا الانخفاض في معدل بطالة النساء بنسبة 1.4 نقطة مئوية خلال ربع واحد فقط يؤكد أننا في الطريق الصحيح، لكن ما زال أمامنا دور كبير في رفع جاهزية النساء للعمل في القطاعات النوعية كالتقنية والهندسة والطاقة، وارتفاع المشاركة الاقتصادية للسعوديين إلى 51.3% هو مؤشر إيجابي لكنه بحاجة إلى تعزيز المهارات التقنية والمهنية لتوسيع خيارات التوظيف".ومن منظور اجتماعي؛ أوضحت الباحثة الاجتماعية سمية محمد أنّ هذه الأرقام تعكس تحولات ثقافية عميقة في المجتمع السعودي، فانخفاض البطالة بين النساء إلى هذا المستوى التاريخي ليس مجرد إنجاز اقتصادي بل هو تطور اجتماعي يعكس تقبّل المجتمع المتزايد لعمل المرأة، مشددةً: "من المهم أن نربط هذه النتائج بزيادة الاستقرار الأسري والتمكين الاجتماعي للمرأة، لأن عمل المرأة لم يعد خياراً جانبياً بل أصبح جزءاً من الحركة الوطنية نحو تنمية مستدامة وشاملة تشمل كل فئات المجتمع".وأشارت نشرة هيئة الإحصاء إلى نتائج إيجابية قياسية تعكس استمرار سوق العمل في النمو والتوسع في استقطاب الكوادر الوطنية؛ فقد حققت مؤشرات سوق العمل بالمملكة انخفاضا لمعدل البطالة لإجمالي السكان وانخفاض لمعدَّل البطالة بين السعوديين وارتفاع سنوي في مؤشرات المشاركة الاقتصادية للسعوديين. وأكدت النشرة انخفاض معدل البطالة لإجمالي السكان في المملكة في الربع الأول من عام 2025 بمقدار نقطة مئوية واحدة مقارنة بالربع الرابع من عام 2024، ليصل إلى أدني مستوى له تاريخيا حيث بلغ 2.8% وبانخفاض سنوي قدره 0.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الأول من العام 2024م، كما انخفض معدل البطالة للسعوديين في الربع الأول من عام 2025 ليصل إلى 6.3%، بانخفاض قدره 0.7 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع من عام 2024، وبانخفاض سنوي قدره 1.3 نقطة مئوية مقارنةً بالربع الأول من عام 2024، وهو أدنى مستوى تاريخي له ومتجاوزاً بذلك مستهدف رؤية المملكة 2030.
وأفادت النشرة مواصلة السوق السعودي تحقيق مستويات تاريخية في توظيف المرأة، حيث تراجع معدل البطالة بين السعوديات بمقدار 1.4 نقطة مئوية، ليصل إلى 10.5% في الربع الأول من عام 2025، مقارنة بـ11.9 % بالربع السابق لعام 2024، وبانخفاض سنوي قدرة 3.7 نقطة مئوية. وقد وصل معدل المشاركة الاقتصادية في القوى العاملة بالمملكة في الربع الأول من عام 2025 إلى 68.2%، بارتفاع قدره 1.8 نقطة مئوية عن الربع السابق. وأظهرت نشرة سوق العمل ارتفاع معدل المشاركة للسعوديين (ذكور وإناث) في القوى العاملة في الربع الأول من عام 2025 إلى 51.3% بارتفاع قدره 0.2 نقطة مئوية مقارنة بالربع الرابع من عام 2024. إلى ذلك شهدت السنوات القليلة الماضية ارتفاعًا غير مسبوق في معدلات مشاركة المرأة في سوق العمل، مقارنة بما كانت عليه الحال في العقود السابقة. ويُعزى هذا الإنجاز إلى مجموعة من الإصلاحات والسياسات الطموحة التي أطلقتها رؤية السعودية 2030، والتي أولت تمكين المرأة أولوية استراتيجية، باعتبارها عنصرًا أساسيًا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث إن ما يعيشه سوق العمل حاليًا ليس مجرد ارتفاع في أعداد الموظفات، بل هو تحوّل "ثقافي واقتصادي" عميق يعكس رغبة حقيقية في الاستفادة من طاقات جميع أبناء وبنات الوطن. ومن المتوقع أن تحقق المرأة السعودية المزيد من المكاسب على مختلف الأصعدة، وأن تسهم بشكل أكبر في صياغة ملامح المستقبل الاقتصادي للمملكة.
إقرأ المزيد