جريدة الرياض - 12/25/2025 3:42:28 PM - GMT (+2 )
شهدت أسواق النفط العالمية اليوم الخميس تراجعاً طفيفاً في الأسعار وسط تداولات محدودة وإغلاق الأسواق المالية الرئيسية حول العالم حيث يصادف اليوم الخميس 25 ديسمبر، عيد الميلاد وهو عطلة رسمية في الولايات المتحدة وأوروبا وبالتالي لن تكون التداولات المنتظمة متاحة في بورصتي لندن لخام برنت، ونيويورك لخام غرب تكساس الوسيط مما يؤثر على أسواق النفط والعقود المستقبلية ونشاط منخفض في الأسواق العالمية، مع إغلاق أسواق الطاقة في بعض المناطق بسبب احتفالات الأعياد.
أغلقت العقود الآجلة لخام برنت منخفضةً 14 سنتًا، أو 0.2%، عند 62.24 دولارًا للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 3 سنتات، أو 0.05%، إلى 58.29 دولارًا. وارتفع كلا العقدين بنحو 6% منذ 16 ديسمبر، عندما هويا إلى أدنى مستوياتهما منذ خمس سنوات تقريبًا.
هذه المستويات تمثل انخفاضاً محدوداً في الأسعار مقارنة بإغلاق الجلسات السابقة، لكن الحركة العامة تبقى محصورة ضمن نطاق ضيق بسبب قلة السيولة والتعاملات قبل عطلة الأعياد. ويعزى التراجع الطفيف في الأسعار لضعف التداول قبل العطلات، ومع توجه الأسواق في أوروبا والولايات المتحدة نحو عطلة عيد الميلاد، يشهد نشاط التداول تراجعاً ملحوظاً، مما أدى إلى تقلبات محدودة في أسعار النفط.
يتأثر سوق النفط العالمي بحالة هدوء قبل عطلة العام الجديد مع توقعات باستمرار التذبذب في أواخر ديسمبر وبداية يناير. وتظهر المؤشرات الإقليمية والعالمية ضعوطاً على الأسعار على الرغم من دعم محدود من بعض عوامل الإمدادات الجيوسياسية
في وقت تتجه الأسعار نحو تسجيل أكبر انخفاض سنوي لها منذ عام 2020، في ظل ترقب المستثمرين لنمو الاقتصاد الأمريكي وتقييمهم لمخاطر انقطاع الإمدادات من فنزويلا وروسيا. ويظهر المستثمرون حالة من الحذر بسبب نهاية العام وتوقعات اقتصادية غير واضحة، ما يقلل من دفع الأسعار نحو ارتفاعات قوية. بينما هناك توقعات بهبوط أسعار النفط على المدى الطويل، تظهر بيانات فنية تشير إلى إشارات مختلطة على المؤشرات التقنية لخام برنت، لكن الحركة العامة ما زالت محصورة ضمن نطاق ضيق.
والمؤشرات الخليجية كانت ضعيفة في جلسة اليوم، حيث أثرت أسعار النفط المنخفضة نسبياً وتداولات العطلات على أداء أسواق الأسهم، خاصة في الإمارات وقطر، بينما حقق المؤشر السعودي (تداول) ارتفاعاً طفيفاً بدعم من بعض الأسهم غير النفطية.
وفي السياق العام لسوق النفط في 2025، يتجه النفط، بنوعيه الخفيف والثقيل، نحو عام سجل أحد أكبر الانخفاضات السنوية منذ 2020، متأثراً بمخاوف حول نمو الطلب العالمي وخاصة في الولايات المتحدة.
والتوقعات السابقة من وكالات دولية كانت تشير إلى أسعار أعلى للعامين 2025 و2026، لكن ظروف السوق وضغط المعروض والطلب تركا تأثيرات معاكسة. ويُعزى هذا الأداء إلى تداولات هادئة قبل عطلة نهاية العام، وحذر المستثمرين، مع تأثر الأسواق الإقليمية بانخفاض الأسعار.
وقال محللو بنك إيه ان زد: "ما شهدناه خلال الأسبوع الماضي هو مزيج من عمليات تصفية المراكز في أسواق ضعيفة بعد فشل انهيار الأسبوع الماضي في تحقيق زخم، إلى جانب تصاعد التوترات الجيوسياسية، بما في ذلك الحصار الأمريكي على فنزويلا، مدعومًا ببيانات الناتج المحلي الإجمالي القوية التي صدرت الليلة الماضية".
أظهرت بيانات أمريكية أن أكبر اقتصاد في العالم نما بأسرع وتيرة له في عامين خلال الربع الثالث، مدفوعًا بالإنفاق الاستهلاكي القوي والانتعاش الحاد في الصادرات. مع ذلك، من المتوقع أن تنخفض أسعار خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بنحو 16% و18% على التوالي هذا العام، مسجلةً أكبر انخفاض لها منذ عام 2020 عندما أثرت جائحة كوفيد-19 سلبًا على الطلب على النفط، حيث يُتوقع أن يتجاوز العرض الطلب العام المقبل.
على صعيد العرض، كانت اضطرابات الصادرات الفنزويلية العامل الأهم في رفع أسعار النفط، بينما ساهمت الهجمات الروسية والأوكرانية على البنية التحتية للطاقة لدى كل منهما في دعم السوق، وفقًا لتقرير صادر عن شركة هايتونغ فيوتشرز.
ولا تزال أكثر من اثنتي عشرة سفينة محملة بالنفط موجودة في فنزويلا بانتظار توجيهات جديدة من مالكيها بعد أن استولت الولايات المتحدة على ناقلة النفط العملاقة "سكيبر" في وقت سابق من هذا الشهر، واستهدفت سفينتين إضافيتين خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وقال دينيس كيسلر، نائب الرئيس الأول للتداول في بنك بي او كيه: "يبدو أن تقلبات حركة التداول خلال موسم الأعياد ستكون هي السائدة هنا، حيث يُمثل الحصار المفروض على فنزويلا محور التركيز خلال عطلة نهاية الأسبوع".
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تنخفض شحنات النفط من كازاخستان عبر خط أنابيب بحر قزوين بمقدار الثلث في ديسمبر، لتصل إلى أدنى مستوى لها منذ أكتوبر 2024، وذلك بعد أن ألحق هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية أضرارًا بالمنشآت في محطة التصدير الرئيسية التابعة لخط الأنابيب.
كما تأثرت أسعار النفط سلباً بارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 2.39 مليون برميل الأسبوع الماضي، بينما زادت مخزونات البنزين بمقدار 1.09 مليون برميل، وارتفعت مخزونات المشتقات النفطية بمقدار 685 ألف برميل، وفقًا لمصادر في السوق، نقلاً عن أرقام معهد البترول الأمريكي الصادرة يوم الثلاثاء.
ويتوقع الخبراء أن التقلبات في أسعار النفط ربما تستمر بوتيرة منخفضة خلال عطلات نهاية العام، مع إمكانية أن تشهد الأسعار حركة أكثر وضوحًا بداية العام المقبل 2026 حسب تطورات الطلب العالمي والسياسات الإنتاجية للدول الكبرى. وتركز الأسواق على بيانات الطلب الأمريكي وأداء الاقتصاد العالمي في الربع الأول من 2026 لتحديد مسار الأسعار مستقبلاً، خاصةً مع توقعات جديدة حول السياسة النقدية الأمريكية وتأثيرها على النمو الاقتصادي.
إقرأ المزيد


