حروف «دبي الدولي للخط» تزهو بلون الذهب
الإمارات اليوم -

أعمال متنوّعة تجسّد جماليات الحروف من خلال تركيبات فنية تتأرجح بين الخط الكلاسيكي التقليدي والمعاصرة، تقدمها النسخة الـ11 من معرض دبي الدولي للخط العربي، التي افتتحت في متحف الاتحاد، تحت مظلة «بينالي دبي للخط» أول من أمس.

يقدم المعرض الذي يستمر حتى نهاية أكتوبر الجاري، جماليات الخط العربي الذي يتميز بالانحناءات والامتدادات التي تتيح تشكيله وفق تراكيب وأشكال بصرية متنوعة، تخرجه من حيز التعبير اللغوي إلى التعبير البصري الجمالي.

تبدأ الجولة في المعرض مع الأعمال الكلاسيكية، لاسيما لروّاد فن الخط العربي، ومع أكثر من عمل لمحمد أوزجاي وزكي سيد أوغلو، وكذلك محمد نباتي الذي دمج التشكيل بالحروف.

كما تحضر مجموعة من الأعمال لفنانين إماراتيين، ومن بينهم أعمال نرجس نورالدين، التي خطت أسماء الله الحسنى على شكل دائري بالحبر على الورق المقهر.

أما الزخرفة فقدمتها الفنانة فاطمة أوزجاي من خلال لوحات مختصة بهذا النمط الفني مستخدمة فيها الألوان المائية والذهب الخالص لإيجاد تكوينات حالمة، فيما قدم محسن أقاميري من الذهب الخالص الزخرفة على شكل الشمس مانحاً العمل عنوان «شمسة».

أشكال متناغمة

ومن الخطوط الكلاسيكية إلى الأشكال المعاصرة في الخط، لاسيما التي تجمع بين الألوان والتشكيل والحروف، حيث عرضت لوحة للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وأخرى للفنان العراقي ضياء عزاوي عنوانها «الحروف العربية» التي يجمع فيها بين هندسة التشكيل والحروفية.

وبينما يقدم الفنان وسام شوكت الحروف بأشكال متناغمة وراقصة وملونة، واستخدم يوسف أحمد أوراق سعف النخيل والأصباغ العضوية لتقديم عمله المستمد من البيئة الصحراوية ويحمل طبيعتها في المادة واللون.

لغة بصرية

من جهتها، قالت القيّمة الفنية لمعرض دبي الدولي للخط العربي نورة الجامع، لـ«الإمارات اليوم» عن تنظيم هذه النسخة: «لقد حاولنا التركيز على الخط العربي كلغة بصرية قائمة، وعرض جمالياتها وطرق استخدامها ما بين التقليدي والمعاصر، لذا تحضر مجموعة من الأعمال التي تركز على الجانب الكلاسيكي في الخط، متجاورة مع أعمال معاصرة مستوحاة من الفن التشكيلي». وأضافت أن التركيز الأساسي كان على الاحتفاء بفن الخط العربي، والتطرق إلى علاقته بالفن التشكيلي، وكيف تأثر الخط بالألوان، مع النظر إلى العوامل المشتركة في جميع الأعمال الموجودة في المعرض، سواء لجهة الألوان أو حتى المفاهيم المرتبطة بالأشكال الهندسية وعملية التكرار. وتثري المعرض مجموعة من الأعمال التي تعود إلى مقتنيات ومجموعات فنية مهمة في الدولة والوطن العربي.

وأكدت نورة الجامع وجود خمسة أعمال تعود إلى مجموعة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وثلاثة أعمال من مجموعة «مقتنيات دبي»، وثلاثة أعمال من مؤسسة بارجيل للفنون، فضلاً عن أعمال مقدمة من المرسى غاليري، مشيرة إلى أنهم استعانوا بهذه المجموعات لعرض الأعمال القيمة التي تعود لفنانين من رواد الفن التشكيلي والخط، بهدف إثراء الحدث وتقديم تجربة غنية للزوار.

وحول معايير اختيار الفنانين المشاركين، نوهت قيمة المعرض بتركيزها على نخبة خطاطين، خصوصاً أن المعرض يُقام في متحف الاتحاد، ويُعد نخبوياً ويبرز تاريخ الخط الكلاسيكي، ويمتد إلى المرحلة التي تجسد استمرارية استخدام الخط مع ظهور الحروفية في التشكيل في ستينات القرن الماضي. وأوضحت أنها اختارت أسماء فنانين معروفين بتجربتهم الفريدة، ومنهم محمد أوزجاي وفاطمة أوزجاي، ومحمد نبات وغيرهم كثيرون.

أما الألوان التي قدمها المعرض، فشكلت جزءاً من السياق البصري الذي اختارته نورة الجامع، موضحة أنها في القسم الحديث ركزت على الألوان المرتبطة بالفن الكلاسيكي، ولذا كانت المجموعات متناسقة وتحتوي على ألوان تمثل الخطوط الكلاسيكية، ومنها الأخضر والأحمر والأزرق، لإيجاد التناسق والتناسب. ولفتت إلى أن غلبة اللون الأحمر وكذلك الأزرق، ثم التدرج إلى البيج والبني كان متعمداً بهدف منح الجمهور التناسق البصري خلال التنقل بين الأعمال.

وفي ما يتعلق بالزخرفة التي تعرض ضمن لوحات مستقلة، قالت نورة الجامع «لطالما كانت الزخرفة جزءاً مكملاً للوحة الخط، ولكن التطور الذي طالها، حولها إلى فن قائم بحد ذاته، وهذا ما برز في لوحات الفنانة فاطمة أوزجاي، إذ خرجت عن الإطار التقليدي للزخرفة. كما حرص المعرض على تقديم عمل للفنان محمد نباتي الذي عرف بتاريخه في الزخرفة، ولكن من خلال استخدامه التشكيل والألوان في اللوحات البصرية».

• المعرض يركز على نخبة من الفنانين، ويبرز تاريخ الخط الكلاسيكي.

• محسن أقاميري قدّم زخرفة من الذهب الخالص على شكل الشمس مانحاً العمل عنوان «شمسة».


نورة الجامع:

• لطالما كانت الزخرفة جزءاً مكملاً للوحة الخط، ولكن التطوّر الذي طالها، حولها إلى فن قائم بحد ذاته.


الكتابة صينية.. والروح عربية

إلى جانب الخط العربي عُرضت لوحتان بالخط الصيني للفنان الحاج نورالدين.

وقالت القيمة الفنية نورة الجامع عن هذين العملين: «جمالية العملين أنهما كتبا باللغة العربية ولكن تشكيل الكتابة صيني، فـ(لا إله إلا الله) و(البسملة)، يمكن قراءتهما والتعرف إلى تكوين الخط الصيني بوضوح فيهما، ومن يراهما يعتقد أنها كتابة صينية خالصة».

وأضافت أن هذا يبرز التنوّع، وكذلك تأثير الخط العربي على الشعوب وكيف تأثر الفنانون من دول أخرى بالخط العربي، فالفنان الحاج نورالدين يتحدث العربية بطلاقة وأبرزها في فنه.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App


إقرأ المزيد