أكد المستشار في مهارات الاتصال أنس محمد الجعوان أن التلاعب في العلاقات الإنسانية لا يقتصر على المواجهة المباشرة وإنما قد يتخذ أشكالا غير متوقعة من أبرزها ما يعرف في علم النفس الشعبي بمصطلح القرود الطائرة موضحا أن هذا التعبير الذي يبدو غريبا في ظاهره يحمل دلالات عميقة حول أساليب النفوذ والسيطرة التي يمارسها بعض الأفراد في محيطهم اليومي حيث تعود جذور المصطلح إلى رواية ساحر أوز العجيب حين استعانت الساحرة الشريرة بقرود مجنحة لمهاجمة خصومها لينتقل لاحقا إلى مجال علم النفس لوصف الأشخاص الذين ينفذون أوامر شخصية نرجسية أو متسلطة دون أن يدركوا في أحيان كثيرة أنهم مجرد أدوات في لعبة السيطرة.

وأضاف الجعوان أن هذه الظاهرة تتكرر في محطات متعددة من الحياة ففي الأسرة قد يستخدم أحد الوالدين الأقارب للضغط على الأبناء وفي بيئة العمل قد يلجأ المدير إلى تحريك بعض الموظفين لمضايقة زميل بعينه وفي العلاقات الشخصية قد يوظف طرف متسلط أصدقاء مشتركين لتشويه صورة شريك سابق ويرى الخبراء أن القرود الطائرة قد يتحركون بدافع الولاء أو الخوف من فقدان العلاقة مع الطرف المسيطر وأحيانا نتيجة تصديق رواياته دون التحقق من حقيقتها الأمر الذي يجعل الضحية تشعر بأنها تواجه شبكة من الضغوط وليست فردا واحدا فقط وهو ما يزيد من حدة العزلة وصعوبة المواجهة وهنا يؤكد المختصون أهمية التوعية ووضع الحدود وطلب الدعم من المحيط الموثوق في حين شدد الجعوان على أن فهم هذه الظاهرة يكشف جانبا خفيا من العلاقات السامة ويبين أن التحدي لا يكمن في مواجهة المتسلط وحده بل في إدراك الأدوار غير المباشرة التي تغذي سلوكه