مختص لـ ( الرياض ) السكينة ليست خدعة ولا استراحة مشبوهة بل حق إنساني
جريدة الرياض -

أوضح الأخصائي النفسي والاجتماعي د. عماد الفارسي لـ(الرياض) أن من اعتاد على القلق يظن أن الطمأنينة كمين، حيث يتعامل الدماغ المُنهك بالخوف المستمر مع السكون بريبة وكأنه مقدمة لعاصفة مقبلة.

وأضاف أن القلق المزمن ليس شعورًا عابرًا، بل هو نمط حياة يعيد تشكيل التفكير والاستجابة، مشيرًا إلى أن دراسة منشورة في Journal of Affective Disorders عام 2020 بيّنت أن الأفراد المصابين باضطرابات القلق يميلون إلى تفسير المواقف المحايدة وكأنها تهديد مباشر، ما يجعلهم في حالة تحفز دائم حتى في غياب أي خطر حقيقي.

وبيّن د. الفارسي أن أثر القلق يتجاوز الجانب النفسي ليصل إلى الجسد والعلاقات، حيث يرتبط بضعف المناعة وزيادة أمراض القلب، كما يؤدي إلى توتر العلاقات الاجتماعية وانخفاض مستوى الثقة بالآخرين. وقال: “هكذا يدخل الإنسان في دائرة مغلقة، خوف داخلي يولد قلقًا خارجيًا، ثم يعيد إنتاج نفسه باستمرار”.

وأشار إلى أن الحل يبدأ من إعادة تعريف الطمأنينة، مؤكّدًا أن السكينة ليست خدعة ولا استراحة مشبوهة، بل حق إنساني يمكن استعادته. كما أوضح أن برامج العلاج السلوكي المعرفي (CBT) واليقظة الذهنية (Mindfulness) أثبتت فعاليتها في تدريب الدماغ على تقبّل الهدوء والعيش فيه دون خوف.

وختم د. الفارسي بالقول: “إن الطمأنينة ليست فخًا كما يظن العقل القَلِق، بل هي بوابة للحياة بسلام، وتحرر من أسر التوجس المستمر”.



إقرأ المزيد