الاهتمام بالصحة النفسية ليس ترفًا بل ضرورة إنسانية
جريدة الرياض -

أكد الأخصائي النفسي والمعالج السلوكي عبدالرحمن الخيران ل ( الرياض ) أن تسارع وتيرة الحياة اليومية جعل من الضغوط النفسية رفيقًا دائمًا لكثير من الناس، حيث تُرهقهم دون أن تُرى، وتستنزف طاقتهم دون ضجيج. فهي لا تأتي على هيئة صدمة مفاجئة، بل تتسلل بهدوء إلى النفس حتى تُثقلها.

وأوضح الخيران أن الضغوط تنشأ غالبًا عند تراكم المسؤوليات وتجاوزها قدرة الفرد على التكيّف، سواء كانت ناتجة عن ضغوط العمل، أو التوقعات الاجتماعية، أو المشكلات الأسرية، أو حتى الصراع الداخلي مع الذات. ومع استمرار هذه الحالة، يبدأ الجسد والنفس في إرسال إشارات تحذيرية، من أبرزها الأرق، والقلق، والتوتر، وتقلب المزاج، وفقدان المتعة بالأشياء التي كانت تمنح الشعور بالراحة.

وبيّن أن الفرد الواقع تحت الضغط يشعر تدريجيًا بفقدان السيطرة، وكأن الحياة تمضي بوتيرة أسرع من قدرته على المواكبة، لافتًا إلى أن الخطر الحقيقي لا يكمن في وجود الضغط ذاته، بل في تجاهله أو التعايش معه باعتباره أمرًا طبيعيًا، وهو ما قد يقود إلى اضطرابات نفسية أعمق مثل القلق المزمن أو الاكتئاب.

وأشار الخيران إلى أن التعامل السليم مع الضغوط النفسية يبدأ بالوعي والاعتراف بها، ثم إعادة ترتيب الأولويات، وتخفيف حدة السعي للكمال، ووضع حدود صحية بين متطلبات العمل والحياة الشخصية. كما شدد على أهمية ممارسة الرياضة، وتقنيات الاسترخاء، والحصول على الدعم الاجتماعي، بوصفها عوامل أساسية لتعزيز التوازن النفسي.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن الاهتمام بالصحة النفسية ليس ترفًا، بل ضرورة إنسانية، موضحًا أن الاستجابة المبكرة للضغوط النفسية تمثل الطريق الأقصر نحو حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا.



إقرأ المزيد