مشهد 2025 الثقافي.. دبي منصة عالمية للفن والإبداع
الإمارات اليوم -

برصيد من الفعاليات الثقافية، التي نُظّمت على مدار 12 شهراً، تختتم دبي عام 2025 مرسّخة مكانتها كمنصة عالمية للإبداع والابتكار.. من المعارض الفنية الدولية، إلى المهرجانات الموسيقية والمسرحية، فضلاً عن تنظيم العديد من الأنشطة التي جمعت بين الطابع المحلي والعالمي، شهدت المدينة العديد من المحطات الثقافية التي شكلت معالم هذا العام، وعكست تنوعها الثقافي، والتقاء الأصالة بالحداثة، ما عزز من حضورها على خريطة الثقافة العالمية.

وكانت الفعاليات الثقافية في هذا العام انطلقت مع النسخة الرابعة من مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء»، التي حملت شعار «حيث يلتقي الخيال بالواقع»، ونظّمته هيئة الثقافة والفنون بدبي في محمية المرموم، وعرض المهرجان الذي يراهن على صناع السينما، خصوصاً الناشئين، 80 فيلماً، فضلاً عن تنظيم ما يقارب 30 ورشة عمل، قُدمت من قبل نخبة من صناع السينما، إلى جانب بعض الأعمال الفنية التي عرضت تجارب متنوعة لزوار المهرجان.

ومن الصحراء إلى حي الشندغة التاريخي، وفي غرف البيوت القديمة وبين الأحياء، وزعت أعمال أكثر من 500 فنان شاركوا في النسخة الـ13 من مهرجان سكة للفنون والتصميم، وتميزت هذه النسخة من المهرجان الذي تنظمه هيئة الثقافة والفنون في دبي، ضمن استراتيجية «جودة الحياة في دبي» بكونها الأكبر، إذ قدمت ما يقارب من 100 عرض حي، و13 عرضاً مسرحياً، و13 جدارية، وغيرها الكثير.

وواصل المشهد الفني فعالياته التي تجذب محبي الفنون والمقتنين على حد سواء من خلال «أمسيات مقتنيات دبي»، التي نظمت نسختها الثالثة هذا العام، وأبرزت فيها أعمالاً فنية تظهر جماليات العمارة في الإمارات بوجهيها التراثي والحداثي، كما اشتملت الأمسيات على العديد من الفعاليات، ومنها زيارات إلى استوديوهات فنانين إماراتيين بارزين، ومحادثات جماعية وورش عمل مخصصة للأطفال، فضلاً عن فرصة لقاء الرعاة الذين تسهم مجموعاتهم الفنية النادرة في إثراء مقتنيات دبي.

هذا الثراء في المشهد الفني أبرزته النسخة 19 من «آرت دبي»، الذي ينظم تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، حيث شهدت مشاركة 120 صالة فنية، نصفها من المنطقة، وقدم المعرض مجموعة من الفنون التي أبرزت نضوج المشهد الفني في دبي، لاسيما أن الفنون المعروضة تنوعت بين المعاصر والحديث والفنون الرقمية التي تشهد توسعاً لافتاً في الآونة الأخيرة.

أما النسخة 11 من أسبوع دبي للتصميم، فكانت محملة بالإبداعات والأعمال التركيبية والتصاميم المتنوعة المواد، حيث قدم الأسبوع عبر أقسامه المتنوعة أكثر من 1000 مصمم وعلامة تجارية، فضلاً عن العديد من الأعمال التركيبية، وتصاميم الأثاث والإضاءة المبتكرة ضمن «داون تاون ديزاين» وتصاميم محدودة الإصدار ضمن «إيديشنز»، إضافة إلى عرض العمل الفائز بمسابقة «أشغال مدنية»، والذي كان مركزاً على الفناء الخارجي (الحوش).

في المقابل، وفيما يرتبط بالمشهد الأدبي، نظّمت مكتبة محمد بن راشد العديد من الفعاليات التي تعنى بالنشر، وكان أبرزها النسخة الثانية من قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، والتي حملت شعار «صناعة مستقبل النشر»، متضمنة أكثر من 45 جلسة، ناقشت الابتكار، والتكنولوجيا، والمشهد العالمي للنشر، والترجمة، والنشر الهادف، وفن الكتابة، وغيرها، واستضافت الدورة الثانية أكثر من 80 متحدثاً من القطاعات الثقافية والأدبية، من 14 دولة، وممثلين عن الناشرين ودور النشر الجامعية، والوكلاء الأدبيين، والمنظمات المعنية بالجوائز الأدبية، والمكتبات التجارية، وممثلين من مجتمع النشر المحلي في دولة الإمارات، وممثلي ثلاث من أكبر خمس دور نشر تجارية عالمية.

لم تستثنِ الفعاليات في دبي عشاق الشخصيات الكرتونية، حيث نظم، للمرة الأولى، مهرجان «فاندوم» الذي تهافت إليه عشاق الشخصيات الخيالية بأزياء محملة بالشغف بعالم الأنمي والقصص المصورة. وجمع المهرجان محبي الثقافة الشعبية والخيال والشخصيات الخيالية من مختلف الأعمار والجنسيات، وحمل جدولاً كبيراً من الفعاليات المتنوعة، بدءاً من لقاء أساطير الأداء الصوتي إيشين تشيبا وماكوتو تامورا في ظهور خاص للمرة الأولى في الشرق الأوسط، مروراً بالتعرف إلى مبتكري القصص المصورة، وصولاً إلى العروض الغنائية وورش العمل الفنية والتسوق، وغيرها.

ومن عالم المرح إلى الأعمال التركيبية المضاءة، حيث أطلت النسخة الثانية من مهرجان «ضي دبي» في مدينة دبي إكسبو، محملة بأعمال مستوحاة من الذاكرة المكانية، والصحراء، والإحداثيات الجغرافية وعمق التراث المحلي، وشارك في هذه النسخة سبعة فنانين إماراتيين، كسروا المألوف في أعمالهم، وقدموا إبداعات يلتقي فيها جمال الفن التركيبي بتألق الضوء، حيث تقاطعت الأضواء مع الظلال في الكتل التركيبية والفراغات التي تحتويها، في حوار حوّل الأعمال الفنية إلى مجسمات نابضة بالحياة وذات إيقاع متحرك.

أما الفنون الأدائية فكانت لها حصتها من المهرجانات، إذ ارتأت هيئة الثقافة والفنون في دبي، جمع مهرجان دبي لمسرح الشباب ومهرجان موسيقى الشباب والفنون الشعبية تحت مظلة واحدة، لتقديم جرعة متكاملة من العروض الأدائية والحية للجمهور في حي الشندغة التاريخي، وقدمت خلال أيام المهرجان ثماني مسرحيات، فيما قدمت أربع فرق للفنون الشعبية عروضها على نحو يومي، فضلاً عن الفقرات الموسيقية في الغناء والعزف، وعمل المهرجان على توفير منصة مبتكرة قادرة على دعم المبدعين، وتمكينهم من تنمية مهاراتهم في مجالات المسرح والموسيقى والفنون الشعبية، وتحفيزهم على إنتاج أعمال فنية وأدائية متنوعة تسهم في إثراء الحراك الثقافي في دبي.

هذا المشهد الغني بالمهرجانات التي باتت محطة سنوية مهمة، لم تغب عنه المسرحيات العالمية التي تستضيفها خشبة دبي أوبرا، إذ عرضت خلال العام مجموعة من الأعمال المميزة، ومنها «سويني تود»، «لا بايادير»، «ذا بالس»، وغيرها الكثير، كما استمتع عشاق الموسيقى في دبي بحفلات لأهم نجوم الغناء من العالم العربي والغربي على مدار العام، لتختتم السنة مع إحياء العديد من نجوم العالم العربي لحفلات رأس السنة في دبي، ومن بينهم وائل كفوري ونجوى كرم وجورج وسوف وعاصي الحلاني.


«آيكوم دبي»

شكّلت استضافة دبي لفعاليات المؤتمر العام الـ27 للمجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025»، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، محطة مهمة على جدول الفعاليات الثقافية في دبي، لاسيما أنها المرة الأولى التي ينظم فيها هذا الحدث في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب آسيا، وركزت مناقشات المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسة، هي: التراث غير المادي، وقوة الشباب، والتقنيات الحديثة في المتاحف، فيما تناولت الجلسات والورش التفاعلية كيفية دمج هذه المحاور ضمن استراتيجيات العمل المتحفي حول العالم.

. مهرجان «فاندوم» جمع محبي الثقافة الشعبية، وتهافت إليه عشاق الشخصيات الخيالية بأزياء محملة بالشغف بعالم الأنمي والقصص المصورة.

. في مهرجان «ضي دبي».. 7 فنانين إماراتيين كسروا المألوف بأعمال مستوحاة من الذاكرة، والصحراء، وعمق التراث المحلي.

. استضافة دبي لفعاليات المجلس الدولي للمتاحف «آيكوم دبي 2025» شكّلت محطة مهمة على جدول الفعاليات الثقافية.

. 80 فيلماً و30 ورشة عمل قدَّمها نخبة صُنّاع السينما في مهرجان «المرموم: فيلم في الصحراء».

. 500 فنان قدموا أكثر من 100 عرض حي و13 عرضاً مسرحياً و13 جدارية، في النسخة الأكبر من مهرجان سكة للفنون والتصميم.

. 120 صالة فنية قدمت مجموعة من الفنون، أبرزت نضوج المشهد الفني بدبي في النسخة 19 من «آرت دبي».

. 1000 مصمم وعلامة تجارية في النسخة 11 من أسبوع دبي للتصميم، المحمَّلة بالإبداعات والأعمال التركيبية والتصاميم.

. 45 جلسة ناقشت الابتكار، والتكنولوجيا، والمشهد العالمي للنشر، والترجمة، في قمة دبي الدولية للمكتبات والنشر، التي استضافت أكثر من 80 متحدثاً من 14 دولة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

Share
فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App


إقرأ المزيد